Thursday, November 3, 2011

أحلى كلام

أحلى كلام

الشخصيات:

عابر سبيل- صاحب السؤال

عم سليمان- الراجل الطيب

جهاد- الشاب الوطني

عماد- الرومانسي الحساس

تهاني- زوجة الرومانسي الحساس

مشغول- المشغول وأسمه الحركي مشغول، ولم يجد أحداً الوقت كي يعرف أسمه الأصلي!

صاحب القهوة- العصبي

أحداث المسرحية:

أمام إحدى المقاهي البلدي في شارع القصر العيني المطلة على الشارع مباشرة. جميع الشخصيات جالسة على نفس المائدة، والمشغول يظل واقفاً طوال المسرحية مظهراً الإمتعاض من ضياع الوقت.

صاحب القهوة يجلس بعيداً، مشاهداً للأحداث

الفصل الأول و الأخير!

المشهد الأول

عابر السبيل:(ناظراً للجمهور) أنا عابر السبيل، أنا صاحب السؤال

أسأل سؤال ألاقي سؤال

أفتكر إني خلاص راجع لبر للأمان

ألاقي نفسي لسه تايه في نفس السؤال

من سؤال لسؤال

وإجابة السؤال سؤال

أقول خلاص توبة

إرجع كفاية

ألاقي نفسي لسه تايه في نفس المكان

طيب ليه وعشان إيه

وإيه أخرة التوهة والغربة

مش عايز أعرف إجابة السؤال

ده السؤال ما يجيب إلا سؤال

وأخرتها إيه، عدم

والتوهة مكتوبة عليك يا صاحب السؤال

المشهد الثاني

(عابر السبيل ماراً على القهوة)

عابر السبيل: صباح الفل والجمال على الناس الحلوة

إيه يا جدعان أخر الكلام؟

يرد الجمع في القهوة على عابر السبيل: أخر الكلام أحلى كلام وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام

عابر السبيل: ألف صلاة عليك يا نبي!

(يبدأ الكلام عم سليمان، الراجل الطيب)

عم سليمان (الراجل الطيب):

يالي بتسأل على أخر الكلام....

أسأل اللي مر عليه الزمان

يحكيلك القصة من البداية

ويفهمك أصل الحكاية

يا إبني إحنا ناس راضية وقنوعة

ونحب الخير لينا قبل ما يجينا

عمك سليمان بقالة 33 سنة شغال جوة متر في متر

طلعني يا عم سليمان الدور الرابع، نقول حاضر

نازلني يا عم سليمان الأرض، نقول بردو حاضر

بحب كل الناس

والناس كمان يحبوني

ولا عمري كرهت حد

ولا جيت على حد

حتى الواد إبن ال...

ولا بلاش شتيمة على الصبح

(يصمت نصف دقيقة ثم يستطرد قائلاً)

أصل إبن الكلب من دور عيالي

ولا إبن ال...

عابر السبيل: (يقاطعة) ما قلنا بلاش شتيمة على الصبح

(فيقاطعة عم سليمان أيضاً)

إبن الكلب التاني

ياما شرب وكل من مالي

ودلوقتي عاملي بية ومستوظف

ولا عمره ينظف

ما بدعيش عليه...ربنا يديه

وبكرة ربنا يخدة

ويموت بحسرتة زي ما قهرني

سنين عمري في رقابتك يا إبن ال...

ولا أقللك، بلاش شتيمة على الصبح

أهه كلام الواحد بيفضفض بيه عن روحه

أصل أنا راجل من جوة أبيض

وأتمنى الخير لعدوي قبل صديقي

وبلاها شتيمة على الصبح

المشهد الثاني

(ينظر جهاد، "الشاب الوطني" إلى عم سليمان بنظرات إستحقار، ويستعجب من كراهيتة للناس)

جهاد (الوطني): (موجهاً كلامة لعابر السبيل)

بقوللك إيه سيبك منه، ده راجل ما بيفكرش في بكرة

إحنا بتوع بكرة

هنبنيها ونعمرها

أمال إيه دي بلدنا، إحنا لينا غيرها

(ينظر إليه عابر السبيل في إستعجاب ثم يستكمل جهاد كلامة)

مالك باصصلي كدة ليه؟

أه، أنت شفتني وأنا واقف في طابور مكتب الرحمة اللي فالقصر العيني

أسكت ده أنا طلع عيني

يا راجل أنت شفتني رحت أتوظفت فالخليج، ما أنا قاعد قصادك أهه

ده كلام...كله لسه كلام

لكن وقت الجد!...

برده باصصلي نفس البصة

أيوة يا سيدي كنت واقف في طوابير السفارة الأمريكاني

يا جدع مش باجيلكم تاني

وبنقعد على القهوة ونسمع أغاني

صدقني البلد دي أحسن من غيرها

وكلنا بنغنيلها ونفتكرها

وتصدق ساعات بنكلمها...

(عابر السبيل ما زال ينظر إليه بإستعجاب)

أنت شكل الكلام مش جايب معاك فايدة

ولو قعدت معاك أكتر من كده دمي هيفور

وأنا دماغي مش رايقة

يالا مؤاخذتك معاك يا أخينا

إنت إيه الي حدفك علينا على الصبح

المشهد الثالث

(ينظر عماد، "الشاب الحساس" إلى جهاد بنظرات إستحقارأيضاً)

عماد: (موجهاً كلامه لعابر السبيل)

شباب سافل!

غنيلها إيه وإفتكرها إيه ومصر إيه؟ إيه الكلام ده

أنا راجل أهم حاجة عندي بيتي ومراتي

أصلي عقبال عندك لسة متجوز جديد

طول الوقت تسأل عليا

أصحى الصبح على إبتسامتها ليا

أول ما أسيب البيت تكلمني على الموبايل

ما يفوتش ساعة وتتكلم تاني

كفاية حب بقى يا تهاني

(يرن التليفون)

تهاني (على الناحية الأخرى): (في عصبية) أنت فين يا عماد؟

عماد: تليفونك مشغول طول الصبحية، هلكتي رصيدك، يالا فداكي... عيون عماد

تهاني: بقوللك أنت فين يا عماد؟

عماد: جنبي محل عصير، أجيبلك عصير يا حياتي؟

تهاني: (في إندهاش) عصير! إنت بتهزر يا عماد؟

عماد: يا حبيبتي عيون عماد

تهاني: فين مصروف البيت يا عماد؟

عماد: أعملك أنا العصير يا حبيبتي، حتى أنظف وأحسن من اللي فالشارع

تهاني: أنا الي هاقعد فالشارع

عماد: عيون عماد

تهاني: (كالمجنونة) بردة بتهزر على الصبح يا عماد؟

عماد: (في برود) طيب تيجي نهزر الظهر؟

تهاني: (في ثورةُ هائلة): أنت معندكش دم

عماد: بس عندي إحساس!

(تغلق السماعة وينظرعابر السبيل إلى عماد مستعجباً)

عماد: (يرد عليه بشكل تلقائي)...عصبية شوية...بس طيبة وشوية وهنبقى سمن على عسل

المشهد الرابع

(ينظر المشغول إلى الجمع بأكملة بإستحقار شديد ويوجه كلامة إلى عابر السبيل)

ناس فاضية ورايقة

عالم ضايعة وفايقة

أنا راجل مشغول، أنا راجل مهم

أنا راجل مهم، أنا راجل مشغول

أنا راجل مهم

أنا راجل مهم

معنديش وقت، بقولك معنديش وقت، ما عنديش لحضة

عم سليمان: الله ما طولك يا روح، يا بني إنت عليك عفريت أسمه ما عنديش وقت

المشغول: وقت، هوا فين الوقت، إديني شوية وقت

عماد: طيب أقعد عشان نعرف نتكلم

المشغول: ما عنديش وقت أقعد أو أتكلم

عم سليمان: يعني هتفضل واقفلنا كده؟!

المشغول: ما هو أنا ما عنديش وقت أقعد

عم سليمان: طيب جيت ليه؟

المشغول: عشان أقلكوا إني ما عنديش وقت خالص

عم سليمان: أنت باين عليك مخك طار

المشغول: مين ده اللي مخة طار يا راجل يا مخبول

جهاد: ما تحترم نفسك ده عم سليمان أد أبوك

المشغول: وأنت مال أهلك

عماد: يا جماعة عيب كده!

(يجئ صاحب المقهى من الداخل)

صاحب المقهى: هوا كل يوم الموال دة، ولا بتضربوا بعض ولا بتقعدوا زي الناس، قوم أنت وهو برة

عم سليمان: إسمعني بس

صاحب المقهى: بره

عم سليمان: عمك سليمان!

صاحب المقهى: بقوللك برة

جهاد: يا راجل ده إحنا ولاد شارع واحد، عيب تطردنا

صاحب المقهى: بره

عماد: أسمع بس...أنا أوعدك ما حدش هيفتح بقه، مفيش كلام بعد النهاردة

صاحب المقهى: كداب، عمركوا ما هتخلصوا كلام...بره

عماد: إحساسي؟!

صاحب المقهى: بره برده

المشغول: كلمة واحدة

صاحب المقهى: (في صوتٍ عالي) خلص الكلام، خلص الكلام، خلص الكلام

النهايه