Friday, December 10, 2010

المظاهرات الطلابية في لندن

لم أستطع من أن أحجب فضولي لحضور المظاهرات الطلابية في لندن، خاصةً وأنها بدأت بدق الطبول ولعب الموسيقى، كما سترى عزيزي القارئ في لقطات الفيديو الملحقة بالمقالة. أجواءٌ سعيدة و تراقص على أنغام الموسيقى و روح حماسية مليئة بمشاعر متناقضة و متناثرة. المتظاهرون يبتسمون و يضحكون و يشجبون و يغنون، مما جعلني أتذكر أجواء المظاهرات في مصر ولكني لا أتذكر أن الموسيقى والطبول كانت تصتحبها! الطلاب في المظاهرة كما سترى عزيزي القارئ في لقطات الفيديو لا يشعرون باليأس و قلة الحيله، بل يشعرون أن هناك من يسمعهم، يشعرون بقدرتهم على الظغط. فالصوت لا يرتفع للتنفيس عن الغل والكبت بل يرتفع لبث الحماس وإظهار الرفض.

التعليم العالي في إنجلترا الأن في صدد قرارات تاريخية، قد تغير من مسارة إلى الأبد. فالسياسات المطروحة لإصلاح التعليم تشمل زيادة مصاريف الجامعات من الحد الأقصى 3,290 جنيه إسترليني إلى 7,000 جنيه إسترليني و ذالك لتفيذ سياسات التقشف الناجمة عن الأزمة المالية العالمية. الطرح يستند على منطق المحافظة على جودة النظام التعليمي في إنجلترا بزيادة مصادر دخلة و تفعيلاً لتنافسية التعليم بجعل الطلاب يشاركون في دفع المصاريف بدلاً من دعمها من الحكومة بشكل مركزي، مما يفقدها حافز التنافس. المصاريف ستفرض على الطلاب على شكل قرض أجل دفعة لحين التخرج من الجامعة و دخول ميدان العمل براتب لا يقل عن 21,000 جنية إسترليني في السنة. مما يعني أن القرض سيدفع بشكل شهري كما تدفع ضريبة الدخل.

المجتمع الطلابي في إنجلترا يرفض مبدأ خصخصة التعليم و يعتبر الدعم الحكومي الحالي حقاً لا يساوم فيه. كما يرى المجتمع الظلم في هذه السياسات على الطبقة الفقيرة التي سيفرض عليها ضريبة تعليمهم لمدد طويلة. هل سينجح الطلاب في الضغط على الحكومة، كما نقول في مصر "هنشوف."