Thursday, November 3, 2011

"إعادة كتابة لمسرحية توفيق الحكيم "لا تبحثي عن الحقيقة

إعادة كتابة لمسرحية توفيق الحكيم

لا تبحثي عن الحقيقة

الشخصيات:

زوج و زوجة أو زوجة وزوج... فقط لا غير!

أحداث المسرحية:

داخل بيت عائلي صغير، ومن المفضل وضع الزوجة في حالة إنهماك في أشغال المنزل في بداية الحديث.

الفصل الأول و الأخير!

الزوجة: جاتلك مسيدج على الموبايل على فكرة!

الزوج: (في إرتياب) إنتي بتقري المسدجز بتاعتي؟!

الزوجة: لأ طبعاً... ليه إنشاء الله...ده أنا كنت واقفة في المطبخ وسمعت التليفون عمال يتنتن

الزوج: (بلهجة سخرية) يتنتن...و بعدين؟!

الزوجة: هوا إيه اللي وبعدين؟

الزوج: وبعدين قريتي إيه اللي خلاكي تبوزي كدة؟

الزوجة: (صمت) عايز مني إيه... أنا جيت جنبك؟

الزوج: على العموم والله العظيم....

الزوجة: (تقاطعة) ما تحلفش

الزوج: ما أحلفش إزاي بس وإنتي بصالي وكأني عامل عاملة...وشكلك عصبية كمان

الزوجة: بالعكس أنا مش عصبية خالص...أنا هادية جداً

الزوج: يا خوفي!

الزوجة: يا خوفك من إيه؟

الزوج: (في إرتياب) والله مش عارف

الزوجة: انت شكلك عايز تتخانك وخلاص

الزوج: أنا بردة

الزوجة: طيب عايز مني إيه؟!

الزوج: مش عايز أشوف نظرات الإتهام اللي في عينيك ديه

الزوجة: أنت كدة اللي بتتهم نفسك

الزوج: أنا معملتش حاجة عشان أبقى في موضع إتهام

الزوجة: وأنا مش بتهمك بحاجة

الزوج: يبقى خلاص إتفقنا

الزوجة: إتفقنا على إيه؟

الزوج: على إننا مش لازم نتخانق وننكد على بعض

الزوجة: (في لهجة سخرية) مش إنت متأكد إن تليفونك مافيهوش حاجة؟

الزوج: أيوة

الزوجة: طيب خلاص...إنسى موضوع تليونك دة بقى...وإبقى خليه معاك متطرح متطروح، بدل ما تسيبة كدة للرايح واللي جاي...وإبقى حطيلها رنة مختلفة بقى، عشان متلخبطش نفسك، إنت أصلك مش ناقص...وأوعى تبعت الرسالة دلوقتي، راجعها لحسن تكون قايل حاجة كدة ولا كدة

الزوج: (يصمت للحظة ثم يستدرك) يبقى تليفوني متنتنش ولا حاجة وإنتي قريتي الرسالة اللي كنت هبعتها

(الزوجة تنظر إليه في صمت)

الزوج: على العموم أنا كنت هراجعها فعلاً، بس لازم تعرفي إن المسألة ليها أصل...

الزوجة: (تقاطعة) لازم طبعاً يبقى ليها أصل، لازم كل حاجة يبقى ليها أصل وصورة، بس صدقني الأصل دايماً اللي أحسن من الصورة...إبقى بيض الرسالة وإبعتلها حاجة ليها معنى بدل الهبل اللي كنت بتبعتهولي أيام ما كنا مخطوبين... وحاول متكررش أفكارك وكلامك أو على الأقل حاول تفتكر إنت قلت إيه قبل كدة، أصلي عارفاك لبخة

الزوج: دلوقتي بقى كلامي هبل، أنا فعلاً راجل غبي...لا يمكن واحدة ست تشوف موبايل ومتقراش كل اللي فيه...طيب ما بتقوليش ليه من الأول

الزوجة: عشان تتكسف على دمك ويأنبك ضميرك

الزوج: بس أنا معملتش حاجة عشان يأنبني ضميري عليها

الزوجة: أنت حر، أنت حر...أنا ست أصيلة، أنا ست محترمة، أنا ست تحافظ على بيتها...

الزوج: يا ستي إسمعيني

الزوجة: أسمع إيه بس، بتقولها حبيبتي فاتن، فاتن مين يا أبو فاتن، يا راجل ديه حتى رسالة مقرفة، ده أنت تصعب على الواحد، على العموم أنا ممكن أسامحك، لو أعترفت بالحقيقة

الزوج: أقول إيه بس؟!

الزوجة: قول الحقيقة

الزوج: وهو ممكن واحد في الزمن ده يقول الحقيقة؟

الزوجة: ما تتفلسفش وحياة أبوك، قول إيه اللي حصل

الزوج: هقول الحقيقة عشان أريحك

الزوجة: قول

الزوج: ليا واحد صاحبي بيشتغل فالتنمية الصناعية اللي فالقصر العيني، واد ما يتعيبش بصراحة... بس جلنف شوية، خطيبتة بتشتكي إنه ما بيقلهاش كلام حب، فطلب أكتبله شوية كلام وأديلة شوية رنات وحاجات من ديه، والله العظيم ده اللي حصل

الزوجة: أنت كداب

الزوج: بالظبط!

الزوجة: بالظبط إيه؟

الزوج: بالظبط...هو ده اللي أنا كنت متوقعة

الزوجة: أنتوا كده يا رجالة، فاكرينا مختومين على أفانا

الزوج: الله ما طولك يا روح

الزوجة: يا راجل قول الحقيقة، بقوللك مش فارقة، أنا هسامحك...طيب أقولك على حاجة، هشجعك كمان، إيه رأيك بقا!

الزوج: الولية إتجننت خلاص... (ثم مخاطباً لنفسه في همس) أقوللها إيه ديه... (ثم يقول) طيب هقوللك الحقيقة

الزوجة: قول!

الزوج: إسمعي يا ستي دي واحدة أنا إستظرفتها من كام شهر

الزوجة: وبعدين؟

الزوج: مافيش حاجة جد يعني

الزوجة: وبتشتشتغل إيه؟

الزوج: بت من الشارع!

الزوجة: وعاملة إزاي بقى؟

الزوج: هبله وتافهة! ده غير إنها من الشارع

الزوجة: طيب ليه يا راجل كده؟

الزوج: إحنا كده زي الدبان نحب نتلم على الزبالة!

الزوجة: وبقالكوا كتير؟

الزوج: بقولك إيه، مش قلتي عايزة تعرفي الحقيقة، أديني قلتها، ما تحققيش معايا بقى

الزوجة: راجل معفن!

الزوج: معلش بكرة أنظف...أصطفينا بقا

الزوجة: خلاص إصطفينا

الزوج: (متحدثاً لنفسه) ستات مجانين، كلهم مجانين والله، كل ست فاكرة إن جوزها مخبي عليها حاجة، حتى حوا كانت فاكرة أدم مخبي التفاحة عنها، لما جابتة الأرض في الأخر. ليه يا ربي بنعمل في نفسنا كده ليه ليه

الزوجة: (متحدثة لنفسها أيضاً وكأنها تخاطب جمعُ من النساء) الحقيقة...أهم حاجة الحقيقة بين أي إتنين، مهما كانت مُره

الزوج: فاكرة لما رحنا السينما إنبارح؟

الزوجة: فاكرة

الزوج: فاكرة قلتلك إيه؟

الزوجة: أيوه فاكرة، قلتلي إني عبيطة عشان كنت بعيط على البطل اللي مات وقلتلي هو مات بجد يعني؟

الزوج: وأنتي قلتيلي إيه؟

الزوجة: قلتيلي أنا ما يهمنيش يكون مات ولا لأه، اللي يهمني إن القصة مؤثرة

الزوج: هي الدنيا كدة، مش مهم إيه الحقيقي فيها، المهم إيه المؤثر...المهم إنتي مسامحاني

الزوجة: (في إمتعاض وإحساس دفين بالإنتصار) مسمحاك

النهاية

1 comment:

  1. Very nice Seif...I like it. But still, where is the truth???????? :)))))

    Hedy :)

    ReplyDelete